مقامة أدبية بعنوان سمكة هدية /بقلم الكاتبة والشاعرة هيام حسن
مقامة أدبية.. بعنوان سمكة هدية...
بقلم الكاتبة هيام حسن العماطوري/ سوريا.
ها قد عدت يا أحباب أشق للبحر عباب ..وأستهل مقالي بالتحية والسلام ..فهل حضراتكم في صحوة ..أم نيام ..؟..حدثتكم عن رحلة بحرية ..طرقت فيها باب الكريم ..قاصداً الرزق ..فقد ضاقت بي الأحوال ...فكان الرحيل خير ٌ من الحاجة والسؤال ..أخذت أجرب حظي ..أعلم أنه عاثر ..ولكن لا يبقى على إيمانه إلا الكافر ...لربما تغيرت الأقدار فيرسل لي مال حلال ...ولن أطيل عليكم ...فقد رميت شباكي في البحر العميق ..أتوسم الخير الغريق ...حاولت مراراً و تكراراً ...حتى أصابني الضيق ...الفشل يتلوه فشل ..وكاد أن ينال مني الملل ..فدعوت ربي في سري ..أن يرسل لي كفاف يومي ..ولا اعود صفر اليدين لقومي ...هكذا شاءت الأقدار ...وأستجمع قوتي وأوغل في الإبحار ..وهداني لأنشر شبكتي دون استهتار ...وبيني وبين نفسي أقول :أخر محاولة قبل اتخاذ العودة قرار ...ولكن عجب العجاب يا سادة . .كان في البحر سمك زيادة .. رفعت الشبكة من الماء ..فكانت تعج بألوان تسبي من الأسماك ...وبينها سمكة هدية غريبة فقلت : الله ما هذا الجمال ..ألوانها طيف قوس قزح تجانب الخيال ..سحر والله ما له مثال ..فلم أشبع منها نظر ..ثم غضضت الطرف حتى لا يصيبها الحسد والضر ..سبحان الله ذو الجلال ..مازلت أجمع أسماكي حتى بدأ الليل يجر أثوابه ليدثر الكون و من فيه ...والشمس تودع المحيط ..وتغرق في البحر ... تعجلت في العودة والسمكة المزركشة شغلي الشاغل ..فكيف ستبقى حية وأي شيء لموتها حائل . . وقد استفحل بي الجوع والتعب . ففرشت في مركبي حصيرة من قش ..أجمع السمك فرادى ..حتى استحال الجمع و الوقت يغش ..تأخرت وسط البحر ...والعتمة مخيفة تقهر ..وضعت السمكة بدلو الماء واستودعتها قلبي المحب .. بكل سخاء ..شكرت ربي على العطاء . وحاولت التجذيف نحو الشاطئ ..والوقت مساء. . لكني فرحت بالغنيمة الكبيرة .. والسمكة الأميرة . .تلمع فتسبي العقول والألباب ..ولكن أين القى دربي والإياب ...العتمة موحشة وأنواري خافتة لا تنير طريق ..ولا تنجي غريق .. وحالي أصبح يصعب على الكافر ..لا زاد ولا ماء و لا رفيق معي يسافر ..وغاب عن ذهني أي حل ٍ لمشكلتي ..وبقيت زمناً اصارع مخاوفي واشجع نفسي ..و في قلبي شب حريق ... كانت المسافة تبدو قصيرة ...ولكن مع رهبتي تبدو خطيرة ..وبيني وبين النجاة أميال . .كيف أعيش وأنجو قد يصبح الامر محال .. أجدف للأمام . .والأميال كأنها تزيد المسافة وتفصلني عن البر أعوام ....وقلت يا شفاعة الأهل ليتني كنت لهم مبُر . . ..تغلغلت الرهبة لأعماقي ولا أخفيكم أيها السادة ..أموري ساءت على غير العادة ...ضرعت لربي أطلب النجاة ..لعل لديه الخلاص . .فيمنحني قوة توصلني لليباس ...وبعدها أكفر عن ذنوبي بحق أغلى الناس ..وأنا على هذه الحال تبتل جوارحي خوفاً من الإذلال . .و الساعة أزفت للفراق ..بكت عيناي لمفارقة الحياة ..فسألت رب السماء .. عفوا ً ومغفرة ورجاء .. طامع في رحمتك فتمنحني البقاء ...وأنا ما بين حيرة وقلق ..شعور الخوف يملئني حتى الحلق ..يا ويلتي ماء البحر من حولي...فأين المفر من الغرق ..؟..فأستودعت ربي أمانته ..وفوضت أمري إليه ..وعليكم الصبر حتى أصحو من غفلتي . .وأخبركم كيف خرجت من محنتي ..وعلام َ وصلت برحلتي ..وماذا ينتظرني في البحر العميق ..لحينها كونوا معي فتعرفوا خاتمة الطريق ..وأنا أصمت عن الكلام ..أستودعكم رب الغمام لن أتأخر سامحوني ... والسلام ..
بقلم الكاتبة هيام حسن العماطوري/ سوريا.
ها قد عدت يا أحباب أشق للبحر عباب ..وأستهل مقالي بالتحية والسلام ..فهل حضراتكم في صحوة ..أم نيام ..؟..حدثتكم عن رحلة بحرية ..طرقت فيها باب الكريم ..قاصداً الرزق ..فقد ضاقت بي الأحوال ...فكان الرحيل خير ٌ من الحاجة والسؤال ..أخذت أجرب حظي ..أعلم أنه عاثر ..ولكن لا يبقى على إيمانه إلا الكافر ...لربما تغيرت الأقدار فيرسل لي مال حلال ...ولن أطيل عليكم ...فقد رميت شباكي في البحر العميق ..أتوسم الخير الغريق ...حاولت مراراً و تكراراً ...حتى أصابني الضيق ...الفشل يتلوه فشل ..وكاد أن ينال مني الملل ..فدعوت ربي في سري ..أن يرسل لي كفاف يومي ..ولا اعود صفر اليدين لقومي ...هكذا شاءت الأقدار ...وأستجمع قوتي وأوغل في الإبحار ..وهداني لأنشر شبكتي دون استهتار ...وبيني وبين نفسي أقول :أخر محاولة قبل اتخاذ العودة قرار ...ولكن عجب العجاب يا سادة . .كان في البحر سمك زيادة .. رفعت الشبكة من الماء ..فكانت تعج بألوان تسبي من الأسماك ...وبينها سمكة هدية غريبة فقلت : الله ما هذا الجمال ..ألوانها طيف قوس قزح تجانب الخيال ..سحر والله ما له مثال ..فلم أشبع منها نظر ..ثم غضضت الطرف حتى لا يصيبها الحسد والضر ..سبحان الله ذو الجلال ..مازلت أجمع أسماكي حتى بدأ الليل يجر أثوابه ليدثر الكون و من فيه ...والشمس تودع المحيط ..وتغرق في البحر ... تعجلت في العودة والسمكة المزركشة شغلي الشاغل ..فكيف ستبقى حية وأي شيء لموتها حائل . . وقد استفحل بي الجوع والتعب . ففرشت في مركبي حصيرة من قش ..أجمع السمك فرادى ..حتى استحال الجمع و الوقت يغش ..تأخرت وسط البحر ...والعتمة مخيفة تقهر ..وضعت السمكة بدلو الماء واستودعتها قلبي المحب .. بكل سخاء ..شكرت ربي على العطاء . وحاولت التجذيف نحو الشاطئ ..والوقت مساء. . لكني فرحت بالغنيمة الكبيرة .. والسمكة الأميرة . .تلمع فتسبي العقول والألباب ..ولكن أين القى دربي والإياب ...العتمة موحشة وأنواري خافتة لا تنير طريق ..ولا تنجي غريق .. وحالي أصبح يصعب على الكافر ..لا زاد ولا ماء و لا رفيق معي يسافر ..وغاب عن ذهني أي حل ٍ لمشكلتي ..وبقيت زمناً اصارع مخاوفي واشجع نفسي ..و في قلبي شب حريق ... كانت المسافة تبدو قصيرة ...ولكن مع رهبتي تبدو خطيرة ..وبيني وبين النجاة أميال . .كيف أعيش وأنجو قد يصبح الامر محال .. أجدف للأمام . .والأميال كأنها تزيد المسافة وتفصلني عن البر أعوام ....وقلت يا شفاعة الأهل ليتني كنت لهم مبُر . . ..تغلغلت الرهبة لأعماقي ولا أخفيكم أيها السادة ..أموري ساءت على غير العادة ...ضرعت لربي أطلب النجاة ..لعل لديه الخلاص . .فيمنحني قوة توصلني لليباس ...وبعدها أكفر عن ذنوبي بحق أغلى الناس ..وأنا على هذه الحال تبتل جوارحي خوفاً من الإذلال . .و الساعة أزفت للفراق ..بكت عيناي لمفارقة الحياة ..فسألت رب السماء .. عفوا ً ومغفرة ورجاء .. طامع في رحمتك فتمنحني البقاء ...وأنا ما بين حيرة وقلق ..شعور الخوف يملئني حتى الحلق ..يا ويلتي ماء البحر من حولي...فأين المفر من الغرق ..؟..فأستودعت ربي أمانته ..وفوضت أمري إليه ..وعليكم الصبر حتى أصحو من غفلتي . .وأخبركم كيف خرجت من محنتي ..وعلام َ وصلت برحلتي ..وماذا ينتظرني في البحر العميق ..لحينها كونوا معي فتعرفوا خاتمة الطريق ..وأنا أصمت عن الكلام ..أستودعكم رب الغمام لن أتأخر سامحوني ... والسلام ..
تعليقات
إرسال تعليق