متابعة الرواية / بقام الشاعرة نهايه كنعان عرموش
لنتابع الروايه.....
حاولتْ النوم....فأضحى السهاد رفيقها..تقلبت على وجنتيها مرارا....وجوانبها تكرارا..فما كان عليها إلا أن تعاود الجلوس على سريرها....مرات ومرات..
ماذا حصل لهذا السرير...فقد أصبح متعِبا .. غير مريح...
والوسادة....!!!
يبدو أن حالها قد تغير أيضا..تبدو صلبة جدا..صلابة الصخور وما هذا الذي يلسعني !!!
على ما يبدو أنه حشرة صغيرة لئيمة....تمتمت ..
بل إحتجت بينها وبين نفسها..
لم تغف عينها...وقلبها يئن...تنتظر الصباح ليبزغ...لتذهب مع أبيها إلى الحقل.. إشتاقت جدا لصديقها (البغل)...تريد أن تلامس شعره بحنانها.. ورقتها...ووجنتيها.....
فمنذ مدة لم تتق لبزوغ الفجر
كما تتوق له الآن..حيث قطرات الندى السائلة على وجنات الزهر ..
ورطوبة العشب الأخضر...ولطافة النسيمات...ما أجملك يا وطن..
وما أشقى غربتك..رددت كأنها
ترتل قصيدة..
الشمس بدأت تغازل زجاج نافذة الغرفةبخيوطها الذهبيةالناعسة..
والبلابل بدأت تستعيد تغاريدها...لتصدح طربة..
وأصوات ألفلاحين تتهافت من بعيد...
إذا أتى الصبح....
والليل كان طويلا جدا ..بعد أن فارقتها الغفوة التي كانت يوما تحياها بسعادة كبرى بعد إنقضاء يوم كامل من التعب....وها هو
النور قد بدأ يشقشق الظلام....
لا حاجة بأن يوقظها أحد...فهي لم تنم أصلا....بادرت في نشاطها كما كانت قبل مغادرتها للقرية..
ولأنها كانت ممتلئة بالحيوية
والنشاط والعزيمة....فقد ذهبت
لتوقظ والدها في حماس شديد..
لربما إستعادت ما خسرته من أيام رائعة قد رحلت.....
الآن هي إمرأة جديدة جدا بكل نداءاتها...وتداعياتها....!!!!!
ظنت أنها ما زالت ذات الإرادة..
صاحبة الهمة القوية...
المهم....
لم تنتظر أحدا لمرافقتها....
أخذت شهيقا عميقا من الهواء الصباحي النقي المنغم حتى عبأت به شرايينها..
وخرجت تعدو كالغزالة الرشيقة..بجمال روحها...
تسابق الفراشات والنسيمات...
لكنها.....
توقفت..حيث شعرت بالتعب...فجأة..
فما كان عليها إلا أن تجلس لتجدد أنفاسها....لتعود ثانية
محاولة الركض للوصول قبيل أحدهم...إلى الحظيرة..
ثمة شيء فيها قد تغير...وهرم فجأة..أحست أن رشاقتها قد هزلت...وأن رغبتها في المواصلة
قد تراجعت....وأن صوتا يستوطن في داخلها.. يهمس لها بخفوت شديد...بوشوشات
تأبى الإصغاء لها......
إستبشر صديقها الحميم عندما رآها..وأخذ يطلق نهيقا مزغردا فرحا بها....والتقيا......
ضمته وقبلته مرارا وإحتضنته
وهو يحاول مبادلتها مشاعرها
الجياشة الصادقة فعلا..
ليأمرها الإعتلاء على ظهره ويسوقها إلى الحقل....
وفي لحظة.. سكتت السعادة داخلها...واغرورقت عيناها بالدموع.......!!!!!
نهايه كنعان - عرموش
حاولتْ النوم....فأضحى السهاد رفيقها..تقلبت على وجنتيها مرارا....وجوانبها تكرارا..فما كان عليها إلا أن تعاود الجلوس على سريرها....مرات ومرات..
ماذا حصل لهذا السرير...فقد أصبح متعِبا .. غير مريح...
والوسادة....!!!
يبدو أن حالها قد تغير أيضا..تبدو صلبة جدا..صلابة الصخور وما هذا الذي يلسعني !!!
على ما يبدو أنه حشرة صغيرة لئيمة....تمتمت ..
بل إحتجت بينها وبين نفسها..
لم تغف عينها...وقلبها يئن...تنتظر الصباح ليبزغ...لتذهب مع أبيها إلى الحقل.. إشتاقت جدا لصديقها (البغل)...تريد أن تلامس شعره بحنانها.. ورقتها...ووجنتيها.....
فمنذ مدة لم تتق لبزوغ الفجر
كما تتوق له الآن..حيث قطرات الندى السائلة على وجنات الزهر ..
ورطوبة العشب الأخضر...ولطافة النسيمات...ما أجملك يا وطن..
وما أشقى غربتك..رددت كأنها
ترتل قصيدة..
الشمس بدأت تغازل زجاج نافذة الغرفةبخيوطها الذهبيةالناعسة..
والبلابل بدأت تستعيد تغاريدها...لتصدح طربة..
وأصوات ألفلاحين تتهافت من بعيد...
إذا أتى الصبح....
والليل كان طويلا جدا ..بعد أن فارقتها الغفوة التي كانت يوما تحياها بسعادة كبرى بعد إنقضاء يوم كامل من التعب....وها هو
النور قد بدأ يشقشق الظلام....
لا حاجة بأن يوقظها أحد...فهي لم تنم أصلا....بادرت في نشاطها كما كانت قبل مغادرتها للقرية..
ولأنها كانت ممتلئة بالحيوية
والنشاط والعزيمة....فقد ذهبت
لتوقظ والدها في حماس شديد..
لربما إستعادت ما خسرته من أيام رائعة قد رحلت.....
الآن هي إمرأة جديدة جدا بكل نداءاتها...وتداعياتها....!!!!!
ظنت أنها ما زالت ذات الإرادة..
صاحبة الهمة القوية...
المهم....
لم تنتظر أحدا لمرافقتها....
أخذت شهيقا عميقا من الهواء الصباحي النقي المنغم حتى عبأت به شرايينها..
وخرجت تعدو كالغزالة الرشيقة..بجمال روحها...
تسابق الفراشات والنسيمات...
لكنها.....
توقفت..حيث شعرت بالتعب...فجأة..
فما كان عليها إلا أن تجلس لتجدد أنفاسها....لتعود ثانية
محاولة الركض للوصول قبيل أحدهم...إلى الحظيرة..
ثمة شيء فيها قد تغير...وهرم فجأة..أحست أن رشاقتها قد هزلت...وأن رغبتها في المواصلة
قد تراجعت....وأن صوتا يستوطن في داخلها.. يهمس لها بخفوت شديد...بوشوشات
تأبى الإصغاء لها......
إستبشر صديقها الحميم عندما رآها..وأخذ يطلق نهيقا مزغردا فرحا بها....والتقيا......
ضمته وقبلته مرارا وإحتضنته
وهو يحاول مبادلتها مشاعرها
الجياشة الصادقة فعلا..
ليأمرها الإعتلاء على ظهره ويسوقها إلى الحقل....
وفي لحظة.. سكتت السعادة داخلها...واغرورقت عيناها بالدموع.......!!!!!
نهايه كنعان - عرموش
تعليقات
إرسال تعليق