قصيدة وقصة قف شامخا / بقلم الشاعرة نهايه كنعان عرموش

قف شامخا..
واصدح بصوتك عاليا ..
فأنت المجد والجد والخلود..
يا مشاطر العبق..
وألوان الورود..
إمسح حبيبات العرق..
برشفة شهد...
بإضمامة ورد..
غرسها الرب المعبود...
إرفع رأسك عاليا..
بتاريخ ملكة تزفها
ملائكة الرحمن..
بالحب المنشود..

كانت هذه الكلمات قد حُفِرت في
طياته بعدما أتت حبات اللؤلؤ من ثغرها...تناثرت أمام عينيه..
عندما وقفت شامخة تشدو بذاك الرحيق..
كان حزينا..كئيبا..معاركا ليوم بائسٍ...عندما فارقت أمه الحياة
إثر مرض مزمن..فبكى بكاءا شديدا..ولوعه الفراق...فقد أعلن
عن جائزة كبرى لمن يستطيع
مداواتها..فأحضر كبار الأطباء من
جميع أنحاء المملكة وخارجها..
لعلهم يستطيعون إنقاذها...
الملوك تمرض وتموت أيضا...ولا أحد في هذه الدنيا قد تخلد..
والقبور نضيئها من الخارج كما نريد..والله وحده يضيىء دواخلها بأنواره..وذلك نتيجة أعمال المرء في دنياه...ليأخذ
أعماله معه لتحرسه من أي سوء..
طالما حرص على مخافة الرب..
وإرضائه بعمل الخير...
الملكة الأم كانت محبوبة جدا من قبل شعبها...وأورثت ذلك الحب الكبير لإبنها..وعاشت طوال حياتها محبة للجميع...عادلة في قراراتها ولم
تظلم أحدا...ولم ترض عن تصرفات إبنها أبدا..عندما كان يقوم بإعدام الجاريات صباحا..
وقد مكثت طوال حياتها تحاول أن تجد حلا لهذه العقدة التي تسببت في تعاسة فلذة كبدها.. شهريار....!!!
 هدأ غضبها بعد أن شفي إبنها تماما.... حينما جيء بهذه الجارية عنوة إلى القصر..
 "شهرزاد" !!!!!!
تلك الفتاة الحالمة...الجميلة..البسيطة.. التي لا تملك سوى قوتها اليومي..وأب
درويش وشقيقة واحدة..
وبيت صغير هادىء...يقع على بقعة خضراء صغيرة..تلوحه الرياح بعشق ريفي آسر..تلفه أشجار اللوز...وكرمات العنب...
تلك هي البقعة التي أودت بحبها طريح الفراش.....عليل الفؤاد.....
فعادت إليها باكية......!!!!
"شهريار"
هذا الملك المدلل..الذي لا يُرفض له مطلبا...والجميع من حوله يسعى لإرضائه فقط...عندما رآها
تقول شعرا داعما له ...تنبه لخفقات قلبه تتسارع..فتناديه..
     الرجل لو كان ملكا....سيهيم بمن تهوى وتطيع والدته....
كان حب شهرزاد للملكة الأم ينتمي لعائلة الصدق والوفاء..
وما كان للملكة إلا أن تبادل ثقتها بشهرزاد..الآتية من تحت أنامل ذلك الدرويش المؤمن...فعبئها بالطيبة والقيم والأعراف والأصالة..فأحسن تربيتها....وأصاغها كالذهب الخالص....فسارت على دربه تلمع......وتأجج  الحب بمن يخالطها..فذاع صيتها في المملكة....بعد أن علم الجميع بخلقها الحسن...ولباقة حديثها...
وأثناء إحتضار الملكة الأم..أوصتها على إبنها وجميع
أفراد المملكة فردا فردا...لتكون من بعدها لتحكم بعدل ومحبة
للجميع دون إستثناء......لكن أين التوصية....وأين تلك الثقة !!!!!

نهايه كنعان - عرموش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة مجنونتي/ بقلم الشاعر الراقي عصام الدين محمد