قصيدة حسين / بقلم الشاعر الراقي محمدعلي الشعار

حسين

يَفديكَ ظِلُّ نخيلِ الأُفْقِ والرُّطَبُ
والروحُ فِيَّ نزيفٌ ما لهُ سَبَبُ
مثلُ الينابيعِ  فاضت في الثرى وجرت
في ضِفَّتيها كرومُ الفَيْءِ والعِنَبُ
مُمَزَّقُ الوَتَرِ المحبوسِ تبعثُهُ
مِشكاتهُ ألماً .... لكنّهُ طَرِبُ
ويُطلقُ الآهَ تلوَ الآهِ قافيةً
ولمْ تخنْهُ بأذكارِ الهوى عُرَبُ
قلبي و ربِّكَ لم تَحويْهِ أضْلعُهُ
ولا اختفت في السما من عينهِ سُحُبُ
ويقرأُ الشطُّ في الأسفارِ أشرعةً
وفي الصواري لأقلامِ النوى كتبُ
*والعَشْرِ ... كانَ لهُ في الأرضِ نازلةٌ
باللهِ مَنزِلةٌ في الوعدِ مُحتَسبُ
مرّت بأحلامِ إبراهيمَ خاطِرةٌ
مازالَ تُولدُ من أجفانِها حُقَبَ
وأكملت فِتنَةُ الأزمانِ دورتَها
فيظمأُ الماءُ حتى يرتوي اللهبُ !
أصابعُ الليلِ شمعٌ في الدُّجى ؛ و َلهُ
أصابعُ الشمسِ أيضاً في السنى قصبُ
أفضى ... ولو لامسَ الأمواجَ يَفْرِقُها
هذا فراتٌ وهذا مالحٌ لَزِبُ
أعيشُ ذِكراكَ جنّاتٍ ... يُوارِفُها
ما فسَّرَ الغُصْنُ لا ما فلسفَ الحطبُ
يا ابنَ الأُلى .. نورَهم .. وازدانَ شعشعةً
صُكَّت ببصمتهِ التيجانُ والذهبُ
في كُلِّ نسْمةِ فجْرٍ للندى لقَبُ
وللنديمِ على أعتابِها عَتبُ
لا يُذْبحُ النورُ في أعرافِ من فَقِهوا
بلِ استطالَ دَمٌ واسَّاقطتْ شُهُبُ
لم يقتلوكَ ؛ وذِكْرُ اللَّهِ قاتلُهم
وفي تُرابِكَ عِشْقٌ للورى رَطِبُ
في كُلِّ عِرْقٍ نَمَتْ للَّهِ مِئْذَنةٌ
وتنحني لِذُرا قاماتِها قِببُ
تمثّلت أُمْنياتِ الدهرِ سُنبلةٌ
ريّانةٌ عبَقاً بالروحِ تَخْتضِبُ
مازالَ يوسفُ أبصارَ السنى وعلى
قميصهِ ريحُ من أهوى وأجتذِبُ .

محمد علي الشعار
14-9-2018

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة