قصيدة رجوع من سفر طويل / بقلم DR Vanessa Reguer

(((رجوع من سفر طويل)))

إلى وطني رجعتُ بلا رجوعِ
  من الأحزانِ من مدنِ الدموعِ
 
مِنَ الأفق البعيد أتيتُ أسعى
  إلى ضوءٍ تناسلَ مِنْ شموعي
 
ومِنْ صمْتٍ تكسّرَ في الزوايا
  يلفُّ صقيعَهُ بفمِ الصقيعِ
 
ومِنْ جوعٍ أذبتُ به شموساً
  تعامَتْ عن شتاءاتِ القُنوعِ
 
ومنْ حِمَمٍ تلظّتْ تشتهيني
  تُقاومُني بإعصاري الفضيعِ
 
وتغلي داخلي ورمادُ صبحي
  بجمرِ جنونِهِ يرمي سُطوعي
 
حملْتُ بلاديَ التعب حريقاً
  وجئْتُ أشد في بعضي هزيعي
 
إلى الآتينَ من سفرٍ طويلٍ
  تّحدّثُ عن غياباتِ الهُجوعِ
 
تُحدِّثُ عن حكايا الأمسِ سرّا
  وروحُ الموْتِ تركضُ في الجموعِ
 
وعن بلدٍ تدجَّجَ بالمآسي
  وغامَتْ روحُهُ بدمٍ مُريعِ
 
تُحدِّثُ عن سلامٍ قد توارى
  تحاصرُهُ بمحكمتي دروعي
 
ويسلبُهُ مع السيّافِ سيْفٌ
  ويشْكُمُ في تخاصمِهِ ضلوعي
 
ولي قمرٌ تناءى عنْ سمانا
  وآذنَ أنْ يظلّ بلا طلوعِ
 
ويهزأُ بالضياءِ إذا تراءَتْ
  خيوطُ سرابِهِ فوقَ الرّبوعِ
 
بلادي لا طريقَ بها سيُمْسي
  فتعزِفُ عن موانِئِها قلوعي
 
بلادي لا بلادَ لنا سواها
  وإنْ باعوا إلى المجدِ اللّمُوعِ
 
بلادي فيهِ يجوع ساكنوهُ
  وتُحرَقُ في طراوتِها زروعي
 
رجعْنا والطريقُ بنا توارى
  وماتَ المُدمنونَ على الخُشوعِ
 
نُقاتلُ بعْضَنا بسيوفِ بعضٍ
  ونركضُ مجبرينَ على الرّكوعِ
 
مآذنُنا تكفّرُنا ونصحو
  على صوتٍ يكفّرُ للجميعِ
 
فنبْحَثُ عن (محمّدَ) في دمانا
  وَعندَ الموْتِ نَسألُ عن (يسوعِ)
 
بنا ضاقَتْ مدافِنُنا وَضقْنا
  بمَنْ حَصدوا البشائرَ منْ ربوعي
 
رجعْنا ليْتَنا ما رجَعْنا
  ولا ذُقْنا مراراتِ الخُنوعِ
 
درابينُ الحياةِ تَضجّ كفراً
  وتكفرُ من مجاعَتِها جُذوعي
 
تهزُّ  بتمرِها لفمِ اليتامى
  وتسلبُهُ حرافيشُ الوَضيعِ
 
لماذا قدْ شربْنا الماءِ مِلْحاً
  وعاقرْنا لباراتِ الضّليعِ
 
لماذا نرْكبُ الموْتَ اعتسافاً
  وخيرُ الشّعبِ في كفّ الخليعِ
 
نقبّلُ مَنْ يُقتِّلُنا وندري
  بما ينوي ليشربَ مِنْ نجيعي
 
يشاءُ لموتِنا لا ما نشاءُ
  ويسلخُ جلْدَنا سلْخَ القطيعِ

متى يا أيّها الوطنُ المُدمّى
  نموتُ بموتِنا قبْلَ الشّروعِ
 
بنا تجري المنايا الغرّ جرْيا
  فتُوقدُني لمأساتي شُمُوعي
 
وطنيون جبالنا ستبقى
  تزُفُّ إلى النهر المُستطيعِ
 
سنبقى النارَ في قِممِ الأعالي
  نصيحُ بشمْسِ غِضْبتِنا أذيعي
 
رَجعْنا مِنْ هَزيمَتِنا إليْنا
  نُنادي يا ثلوجُ الصبرِ مُوعي
 
رَجَعْنا لا نريدُ لنا سِوانا
  إلى وطني فما أحلى رُجوعي
 
قصيدتي مهدات الى أستادي و ناقدي
الشاعر  الحديثي..
اشكركم أستادي لولاكم لا اكن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة