قصيدة مائدة القرى/ بقلم الشاعر الراقي محمد علي الشعار
مائدةُ القِرى
حملتُ على ظهري الدروبَ لأمتطي
على جبلِ الأوهامِ خيلاً مُكسّرا
تركتُ معينَ الشمسِ خلفَ مسيرتي
وأبحثُ عن نصرِ الرمادِ مؤزّرا
تضيقُ عليَّ الروحُ فوقَ عروشِها
وظلَّ فقطْ سَمُّ الخياطَةِ مَعْبرا
وأُهديكَ في الصحراء كثْبي وناقتي
وزوجاً من الدمعِ المُفَضَّضِ أنهرا
أنا الماءُ حينَ الرملُ أبدى سرابَه
وقال له : أنتَ الظميُّ فما ترى؟!
تركتُ على بيتيْ بيارقَ غيمةٍ
نما جفنُها في الأرضِ جرحاً مُظفّرا
وطاعنتُ هِجْراتِ الخيالِ بموطني
لأطعنَ بالسيفِ الخرافيِّ عنترا
أُمزِّّقُ أثوابيْ وألبسُ غُربتي
وألعنُ ساعاتِ الفراقِ وما جرى
لنا ذكرياتُ الكرمِ كأساً ونسمةً
ومِنقارُ طيرٍ لا تُغادرهُ القُرى
وللشوقِ مثلُ الذئبِ أنيابُ وَحْشةٍ
على البعدِ لم تُشْبعْهُ مائدةُ القِرى .
محمد علي الشعار
١٥-٧-٢٠١٩
تعليقات
إرسال تعليق